الثلاثاء، 23 أبريل 2019

صديقتي المغتربة..

قالت صديقتي المغتربة:
تعبت وأريد العودة..
قلت:  تعالي نسأل الوردة..
عن أسرار الموت في حضن الشوكة..
عن قصص الشمس التي تسقط ورقة ورقة..
وعنا..حين كنا..
تعالي..
حطي رأسك هاهنا..
أغلقي عينيك الحجلية..
تتذكرين حذاء الضوء؟
ضفيرتك المخملية؟
تتذكرين وجوه المحبين؟
ورسائل العاشقين؟
أول عطر فتحناه معا فاندلق؟
من يدك  أم  يدي انزلق؟
ففاح السر..
وتهامست علينا نساء الأفق؟
تضحكين؟
لاتفتحي عينيك..
دعيك كما أنت
نامي على صدري..
اسمعي قهقهات الطفولة في قلبي..
تفرجي على ألعابنا وأشيائنا الصغيرة..
كما تركناها..
هذي دميتك..
وهذا دملجي..
هذا راديو الكاسيت الذي خبطتك به خالتي..
لم يتكسر..
لم يتكسر..
لكن الجناح تكسر..
القلب تكسر..
والرأس الصغير المشاغب تكسر..
تتذكرين سناء و رقية؟
تتذكرين حروب الدراهم؟
العلكة؟
سندويتشات التونة الحارقة؟
والتفاحة العسلية؟
تضحكين؟
هيا ارفعي رأسك وانظري الي
هذي الملامح ليست لي..
وتلك العيون ليست لك..
هذه المريم ليست أنا..
وهذي الحياة لست أنت..
لقد متنا..
مع ألعابنا الطفولية متنا..
حين اندلق العطر متنا..
حين فاح السر متنا..
حين سمعنا الأغنية وبكينا متنا..
حين كسرنا البيضة وضحكنا متنا..
ومتنا ميتتنا الأخيرة حين افترقنا..
فهل يعود يا حياة  الموتى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق