الاثنين، 22 أبريل 2019

الى تلميذ بلا نسب..


بين جدران المدارس قصص حزينة جدا..
إلى تلميذ بلا نسب:
مرحبا أيها الوجه الحزين..
أعرف وقع خطواتك، أميزها بتلك الطرقات المتعبة، التي تكتب الألم على سطح الأديم..
ها أنت تدلف إلى الحجرة، باكيا كالعادة، تبللت الرموش بدمعات الصباح ، والقلب الصغير اتسع جرحه الأول..
وصفحة العقل البيضاء، سطر عليها القدر آيات المحنة..
رأيتها تمسك يدك، تمسح بكم الندم دمعتك، وتطبع قبل الابتلاء على فمك..
كم تشبهها!  من تراك تشبه أيضا؟
لا تسألها.. فالسؤال أكبر من كبدها المتآكل، وأقسى من عيونها الصدئة..
لا تسألها .. فالسؤال مذبوح في صدرها.. و وجه الغائب تابوت إلى الأبد..
ما بها الهامة كسيرة دوما ؟
هات عيونك أقرأ تراتيل الضياع فيها..
أموت على ضفاف الدمعات الصغيرة، عمرا آخر..
أشرب عذابات الطفولة.. وأصلي لوجه لا يجيء..
أنا أسمع ذلك السؤال بداخلك..
أسمعه كطلقات الرصاص، يتردد في صدرك، فيرتد إلى مسامعي صداه.
نعم أيها الوجه الحزين.. حين سؤال الكينونة ينخر أضلعك، أسمعك تصرخ بلا صوت:
من أنا..؟ لماذا أنا..؟
هي ذي إرادة القدر أيها الفراش المجهول.. شاءت الآيات المسطرة، أن تولد بجناح واحد..
فهل يطير الفراش بجناح؟
ماذا يمكن لقطعة الحلوى أن تنسيك ؟
وأي فرحة تحسها وسط ملابس العيد ؟
إلى أي الحدود طائرة الورق تحملك ؟
وأي الأشياء تملأ فراغات روحك ؟
أعرف ما تحسه حين ترى العنادل فوق أكتاف آبائها ترتع.. وتقهقه..
أعرف ما تقوله حين ترى الكتكوت، يجري خلف الديك المنقط..
أسمعك حين تجوب الفضاء بعيونك الفارغة..
بحثا عن شيء ضائع..
عن طيف يشبه لونك..
عن يد تدون اسمك ..
عن دم يحمل فصيلتك..
أو صورة تقف فيها ضاحكا بين وجهين..
لا صورة أيها الفراش المجهول ،لا دم ، ولا يد..
وحده الصبح قد يزف ذات شقشقة وجها تشبهه ..
وحدها الريح قد تحمل ذات صفير ، جناحك الناقص..
وحده القدر يكفل حاضرك ومستقبلك..
فاحمل الهم على كف الرضا..
وابتسم..
هيا ابتسم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق