الثلاثاء، 16 أبريل 2019

مدينة أنا..

مدينة أنا ..
لسيدة العشق الأولى..
لأمي..
 التي قبلت صغار أصابعي..
ورتلت صلوات العيد في سرتي..

مدينة أنا..
 لأبي الجندي..
وبندقية الرصاص التي سافرت في أوردتي..
للحب الذي خبأ الوردة الأولى..
 الهدية الأولى..
 وأبكته دموع رسالتي..
مدينة جدا أنا..
لكل الحاقدين والماكرين الذين مروا من داخلي..
وساقتهم رياح الشر الى حديقتي..
لامرأة  اختارتني حين خانت..
وكسرت كل عهود الصداقة..

مدينة أنا بحياتي..
لألعاب الحبل واللصوص والغميضة في طفولتي..
لخربشات الصبا على  طاولتي..
لدفتري الأول ولوحتي..

ومدينة أكثر للحائط القديم الذي رميت أسفله محفظتي..
وتسلقته الى أعلى الصفصافة..
بحثا عن فراخ العصفورة..

مدينة أنا..
لدرويش ومطر ونزار ونازك الملأئكة..
حين لم أقاوم سحر اللغة..
فمددت أصابعي وسرقت منهم قصيدتي ..

مدينة أنا بعمري..
إذ قالت طفلتي:
 تعالي يا أمي نتنفس مثل السمكة..
فغصنا معا..
غصنا في عمق الأحجية..
 تعلمنا أسرار الصبر..
سرقنا أصداف الفرح والمسرة..
وخرجنا معا..
 فراشتين من بطن النونة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق